يطرح أمام الماركسيين إعادة بناء المفهوم
المادي للتاريخ، بعد انهيار القيم الاشتراكية، أمام اكتساع المفهوم البرجوازي
للتاريخ، بالجامعات والأكاديميات، بعد طرد ماركس من الجامعة، وبروز المذهب النقدي
التجريبي، عبر إحياء المنهج الكانطي، المندمج في الديالكتيك الهيغلي المثالي، مما
جعل إنجلز يعطي للطرح المادي للتاريخ، بعدا أدق وأشمل، عبر إغناء المذهب الماركسي،
في أطروحته "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة" في 1884.
وأعطى لينين للطرح الماركسي للتاريخ،
امتدادا في العقدين الأولين للقرن 20، في دحضه للأساتذة البرجوازيين التجريبيين، في
أطروحته "المادية والمذهب النقدي التجريبي" في 1908، مما أبرز الاتجاه
المادي في الحركة الفكرية بالاتحاد السوفييتي، عبر بروز منافس حقيقي للأدب والفن
البرجوازي، ودحض جميع مدارسه الصغيرة، كما قال عنها لينين، عبر بروز الطرح الواقعي
للأدب والفن، باعتباره معطى أساسي، ميز مرحلة العطاء في ظل الدولة الاشتراكية،
انسجاما مع الطرح الاجتماع للإنتاج.
واستمر الصراع بين الطرحين، المادي
والبرجوازي للتاريخ، إلى أن تم إسقاط المشروع الاشتراكي، وبروز ما يسمى نهاية
التاريخ، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في 1991، ويتم الهجوم على ما تبقى من الفكر
المادي، وتدمير كل التراث التاريخي للأدب والفن الواقعي، بعد انتعاش المدارس
البرجوازية الحديثة، من قبيل ما يسمى الحداثة وما بعد الحداثة، التي تروج لسقوط
الأطروحة الاشتراكية، في الواقع الملموس، وبأيادي أحفاد الاشتراكيين.
نحاول بلورة الفهم المادي للتاريخ
، من خلال تقديم رواية،
تحاول كشف المخفي من تاريخنا، وتقديمه مادة فنية، ملموسة، في رواية "مأساة
يغود"، التي أنجزنا منها ثالث حلقات، تؤسس للمذهب النقدي الفلسفي المادي
للتاريخ :
تعتبر الحلقات الثلاث، مقدمة لفضح أسس بناء
الدولة النمطية، المرتكزة على القبيلة، الزاوية/الدين والرأسمال التجاري، هيمن
فيها الرجل، بعد إسقاط حكم المرأة.
حاولنا في هذه الحلقات تقديم، مادة أدبية
فنية، تعيد الاعتبار للفهم المادي للتاريخ، وبالتالي تعيد الاعتبار للطرح المادي
لمسألة التأريخ، عبر اقتحام الطابوهات : العائلة، السلطة والدين، ومحاولة كسر
حواجزها الفكرية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire